الصفحة الرئيسية  رياضة

رياضة على هامش اقصاء لاعب ملتح من منتخب كرة السلة: متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا؟

نشر في  04 جوان 2014  (10:33)

مثّل قرار رئيس المكتب الجامعي لكرة السلة علي البنزرتي باستبعاد اللاعب أحمد بن سعيد من تربص المنتخب بحر الأسبوع الفارط بسبب لحيته، مثّل محورا لحبر كثير سال للغوص في أسباب وتداعيات القرار خصوصا في ظل تضارب الرواية ثلاثية الأبعاد بين اللاعب والرئيس وبلاغ الصفحة الرسمية لجامعة كرة السلة على موقع التواصل الاجتماعي الفايسبوك..
وكانت الشرارة اندلعت ببلاغ قالت فيه جامعة كرة السلة ان علي البنزرتي اجتمع باللاعبين في مستهل تربص المنتخب ليطالب منهم بالظهور بهندام لائق عسى ذلك يغري المستشهرين بدعم الجامعة ماديا، فما كان من لاعب الاتحاد المنستيري أحمد بن سعيد الا أن انسحب من تلقاء نفسه معتبرا أن التلميح يعنيه هو شخصيا بما أنه ملتح..ولكن اللاعب نفى ذلك في تصريح لأخبار الجمهورية قائلا ان البنزرتي توجّه له شخصيا وقال له "كان تحجّم لحيتك مرحبا بيك والا ربي معاك"..بن سعيد كان واضحا وصريحا بقوله ان رئيس الجامعة أراد ابعاده بسبب لحيته مستدلاّ بأنه لم يتعرّض الى أية مضايقة في التربص الأول للمنتخب انذاك في غياب رئيس المكتب الجامعي.
في الضلع الثالث نفى علي البنزرتي ما نسب اليه قائلا انه لم يقص أي كان وأن كل ما في الأمر هو وجود نظام أساسي داخلي في المنتخب وجب التقيّد به..
ولئن كنا نحاول تفادي تبني موقف مساند لأي طرف منهما في الخلاف المندلع الا أن المؤشرات تقف الى صف اللاعب لتؤكد أنه أقصي بقرار اداري، فبلاغ الجامعة فايسبوكيا يشير الى أن علي البنزرتي طالب من اللاعبين الظهور بهندام لائق..واذا ما تحدّث علي البنزرتي عن نظام داخلي يجري به العمل في المنتخب قبل استدعاء أحمد بن سعيد..فلا نخال المدرب عادل التلاتلي غافلا عن ذلك قبل استدعاء لاعب المنستير حتى وان كان مقتنعا بامكاناته...
هذه الزوبعة، وبالنظر الى التبرير "المضحك" صراحة بنسب القرار الى جلب مستشهرين، يجرنا قسرا الى التنبيه بضرورة احترام الحريات والقناعات الذاتية، فكما نوّهنا سابقا بضغط بعض المسؤولين والمدربين على اللاعبين بضرورة الافطارعند تزامن المواجهات الرسمية مع شهر رمضان المعظّم..فاننا نتمنى ألا تتداخل بعض الحساسيات والحسابات الضيقة مع مصالح الرياضة التونسية وقد يخسر المنتخب بذلك لاعبا مهمّا طالما أن التلاتلي استدعاه طوعا وعن قناعة ولم يكن مجبرا على ذلك..
حكاية جلب الاستشهار تبدو مردودة على صاحبها الذي روّجها وللأطراف التي ساندته، فجايمس هاردن أحد أفضل لاعبي دوري المحترفين الأمريكي لكرة السلة لم تجبره كبرى المؤسسات المهيمنة على ملكية ناديه، لم تجبره على حلق لحيته الكثة...وكذلك حال سارجيو رودريغاز زميل صالح الماجري في ريال مدريد..
هنا نسأل فقط جامعة علي البنزرتي ان كانت تعرف حالات سابقة عناوينها ايريك كانتونا مع مانشستر يونايتد ومنتخب فرنسا والبرازيلي سكراتاس وكذلك شابي ألونزو..هل أثيرت حكاية الاستشهار والشكوك من التوجهات الفكرية الذاتية لهؤلاء النجوم الذين يشار اليهم بالبنان..طبعا لا نظن ذلك..ولهذا عرّجنا على حكاية الاختيارات الذاتية والقناعات الخاصة بالاستشهاد قول عمر الفاروق : "متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا؟

طارق العصادي